كلي طموح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يهتم بتنمية أفكارك وأطروحاتك ، منتدى منووع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضل يوم الجمعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 30/09/2016
العمر : 34
الموقع : جده

فضل يوم الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: فضل يوم الجمعه   فضل يوم الجمعه Icon_minitime1الجمعة سبتمبر 30, 2016 11:33 pm

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذه وقفاتٌ سريعة حول يوم من أيام الله العظيمة، خير يوم طلعتْ عليه الشمس \"يوم الـجُمُعة\"، أحببت أنْ أذكِّر بها نفسي أولاً، وسائرَ أخواني المسلمين ثانيًا.

الوقفة الأولى: سبب تسميتها:

ذكر العلماء تعليلاتٍ عدة لسبب تسمية \"الجُمُعة\" بهذا الاسم، فقيل: لأنَّها تجمع الخلقَ الكثير.
وقيل: لأنَّ سعد بن زرارة - رضي الله عنه - كان يجمع بالأنصار يوم الجمعة.
وقيل: لأنَّ كعب بن لؤي كان يجمع قومَه في الجاهلية في ذلك اليوم، ويبيِّن لهم تعظيمَ الحرم.
وقيل: لأنَّ اكتمال الخلق حصل في يوم الجمعة.
وقيل: لأنَّ آدم اكتمل خلقُه يوم الجمعة، وهذا أصح؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة))[1].

الوقفة الثانية: بعض خصائصها:

ليوم الجمعة خصائصُ عدة، من أهمِّها ما يلي:

أولاً: استحبابُ كثرةِ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فعن أَوْس بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتكم معروضة عليَّ))، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتُنا عليك، وقد أَرِمْتَ؟ قال: يقولون: بَلِيتَ، قال: ((إنَّ الله - تبارك وتعالى - حرَّم على الأرض أجسادَ الأنبياء صلَّى الله عليهم))[2].

فللصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة فضيلةٌ كبيرة، قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -: \"ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد الأنام، ويوم الجمعة سيد الأيَّام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مَزِيَّةٌ ليست لغيرِه، مع حكمةٍ أخرى، وهي أنَّ كلَّ خيرٍ نالتْه أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده - صلى الله عليه وسلم - فجمع الله لأمته به بين خيرَي الدُّنيا والآخرة، فأعظم كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة؛ فإنَّ فيه بعثَهم إلى منازلهم، وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنةَ، وهو يومُ عيدٍ لهم في الدُّنيا، ويومٌ فيه يُسْعِفُهم الله تعالى بطلباتِهم وحوائجهم، ولا يَرُدُّ سائلَهم، وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه، وعلى يده، فَمِنْ شُكْرِهِ وحمدِه، وأداءِ القليل من حقِّه - صلى الله عليه وسلم - أنْ نكثرَ من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته\"[3].

ثانيًا: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروضِ الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، من تركها تهاونًا بها طَبَعَ الله على قلبه؛ فعن أبي الجعد الضمري، وكانت له صحبةٌ، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من ترك ثلاثَ جُمع تهاوُنًا بها، طبع الله على قلبِه))[4].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على أعواد منبره: ((لَينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم - أي: تركهم - الجُمُعات، أو لَيختِمَنَّ الله على قلوبِهم[5] ثم لَيَكونُنَّ من الغافلين))[6].

ثالثًا: الأمر بالاغتسال فيه للصلاة، فمن العلماء من أوجبه؛ فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((غسل يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ مُحْتَلِمٍ))[7]؛ أي: بالغ.

ومن العلماء من أوجبه في حقِّ من به رائحةٌ يحتاج إلى إزالتها؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان الناسُ مَهَنَةَ أنفسِهِم - أي: خَدَمَةَ أنفسِهم - وكانوا إذا راحوا إلى الجمُعة راحوا في هيئتهم - على حالتهم من التعرق وغيره - فقيل لهم: ((لو اغتسلتم))[8].

وفي رواية: أنَّها قالت: كان الناسُ أهلَ عمل، ولم يكن لهم كُفَاةٌ - أي: لم يكن لهم خَدَمٌ يكفونهم عن العمل - فكانوا يكونُ لهم تَفَلٌ - أي: رائحة كريهة - فقيل لهم: ((لو اغتسلتم يوم الجمعة))[9].

رابعًا: استحباب التَّبْكير للذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة بعد طلوع الشمس؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من اغتسل يوم الجمُعة غسلَ الجنابة، ثمَّ راح فكأنما قرَّبَ بَدَنَةً، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قَرَّبَ بقرةً، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قَرَّبَ كبشًا أقرنَ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قَرَّبَ دجاجةً، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قَرَّبَ بيضةً، فإذا خرج الإمامُ حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر))[10].

خامسًا: قراءة سورة الكهف في يومِها؛ فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاءَ له من النُّورِ ما بين الجمعتين))[11].

سادسًا: أنَّ فيها ساعةَ إجابة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ في الجمُعة لساعةً لا يوافقها مسلمٌ قائمٌ يصلِّي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه))[12]، وهذه الساعة من دخول الإمام، إلى أن تقضى الصلاة، ومن بعد صلاة العصر إلى أن تغرُبَ الشمسُ.

سابعًا: القراءة في فجر الجمعة \"الم السجدة\"، وفي الركعة الثانية: ? هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ? [الإنسان : 1] كاملتَين، والحكمة في ذلك ما بيَّنه ابنُ القيم - رحمه الله - بقوله: \"ولما خلق الله السمواتِ والأرضَ وما بينهما في ستة أيام، وتعرَّف بذلك إلى عباده على ألسنة رسله وأنبيائه، شَرَعَ لهم في الأسبوع يومًا يذكرهم فيه بذلك، وحكمةِ الخلق، وما خُلِقوا له، وبِأَجَلِ العالَـمِ، وطيِّ السموات والأرض، وعود الأمر كما بدأه سبحانه وعدًا عليه حقًّا، وقولاً صِدْقًا، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في فجر يوم الجمعة سورتي (آلم تنزيل) و(هل أتى على الإنسان)؛ لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور إلى الجنَّةِ والنار، لا لأجلِ السجدة، كما يظنُّه من نَقَصَ علمُه ومعرفتُه، فيأتي بسجدةٍ من سورة أخرى، ويعتقد أنَّ فجر يوم الجمعة فُضِّلَ بسجدة، ويُنكِر على من لم يفعلها.

وهكذا كانت قراءته - صلى الله عليه وسلم - في المجامع الكبار كالأعياد ونحوها، بالسورة المشتملة على التوحيد، والمبدأ والمعاد، وقصص الأنبياء مع أممهم، وما عامَلَ الله به مَنْ كَذَّبَهم وكَفَرَ بهم من الهلاك والشَّقاء، ومَنْ آمن منهم وصدَّقهم من النجاة والعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://koletmooh.rigala.net
 
فضل يوم الجمعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلي طموح :: الاسلامي-
انتقل الى: